اللاجئون



لجأَ: لجأ – لجأً ولجوءا ولجئَ – لجأ والتجأ الى الحصن او غيره: لاذ اليه واعتصم به.
ان قضية اللاجئين قضية قديمة ومعروفة وليست جديدة على الانسان والبشرية وقد ظهرت مع ظهور الديانات السماوية والحضارات البشرية، فهناك من الاشخاص الذين تركوا اوطانهم ولجأوا الى اوطان اخرى واستقروا فيها بهدف اعتناق ديانة معينة والسير حسب تعاليمها ومبادئها، وايضا هناك من الاشخاص الذين تركوا اوطانهم ولجأوا الى اوطان اخرى واستقروا فيها بحثا عن العلم والمعرفة والتقدم بالعلم، وفي هاتين الحالتين هؤلاء الاشخاص لجأوا الى اوطان اخرى بمحض ارادتهم وقناعتهم وليس بسبب ضغط داخلي او خارجي، وما نلاحظه انه في قديم الزمان كانت قضية اللاجئين قضية افراد وليست قضية شعوب ولم تكن تسمى مشكلة او مأساة كما نسميها اليوم، بل كانت قضية عابرة ذات اهمية لأن المغترب كان بامكانه الرجوع الى وطنه الاصلي متى شاء ودون اية مشكلة او عراقيل، لكن مع تقدم الزمن وتطور الحياة اخذت المشاكل تتسع وتختلف بين الشعوب ولم تعد تقتصر على الناحية الدينية بل شملت معظم نواحي الحياة الجغرافية والدمغرافية والسياسية فلذلك قضية اللاجئين اصبحت قضية تهم البشرية كلها وجديرة بالاهتمام والبحث ولم تعد تقتصر على منطقة معينة او قوم معين، وعدا عن ذلك اصبحت قضية شعوب وليست قضية افراد كما كانت في العصور القديمة، وفي العصور الحديثة هناك شعوب كاملة طُردت من اوطانها بدون أي سبب وبدون أي ذنب وخير مثال على ذلك لاجئي شعبنا الفلسطيني فقد طردوا من وطنهم بالتهديد والترهيب طردوا لمجرد تغيير معالم وطننا الفلسطيني جغرافيا ودمغرافيا، فلذلك قضية اللاجئين في العصور القديمة كانت قضية انسانية بحتة، اما اليوم في عصرنا هذا اصبحت قضية وطنية وانسانية معا ولا ينفصلان عن بعضهما البعض، فاللاجئ في يومنا هذا يلجأ الى اوطان اخرى ودول اخرى بسبب حرب اهلية او نزاع بين شعوب فهو يترك وطنه مكرها تحت التهديد والترهيب، لكن عربته وتشرده لا يقتلان عنده الحنين والشوق لوطنه بل على العكس يزيدان عنده العزيمة والاصرار بالعودة الى الوطن، فهذا وطنه الذي وُلد ونشأ فيه ولعب في ازقته وحاراته وتعلم في مدارسه وعمل في بيادره وسهوله وزيتونه، فكيف من الممكن نزع الوطن من نفسية اللاجئ؟ وبأي حق يطرد الانسان من وطنه ويصبح لاجئا في اوطان الدنيا؟ وهل اصبحت في عصرنا هذا القوة حق؟
لكن مهما تمر الايام والسنون اللاجئ ايّا كان لاجئا في أي مكان وزمان يبقى متمسكا بوطنه مثل تمسّك الانسان بالخبز والماء.


(كفر ياسيف)

نايف محمد الحاج *
الخميس 10/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع