اتفق والمالكي على تشكيل »مجلس للتعاون الاستراتيجي«
أردوغـان في بغـداد: كونـوا متفائليـن !



اثمرت الزيارة الاولى من نوعها لرئيس وزراء تركي الى بغداد منذ ٢٠ سنة، اتفاقاً بين رجب طيب اردوغان ونظيره العراقي نوري المالكي على تشكيل »مجلس للتعاون الاستراتيجي«، يعزز العلاقات الأمنية والعسكرية والاقتصادية ويرفع التبادل التجاري بينهما الى ٢٥ مليار دولار خلال ثلاثة اعوام، وسط تأكيد تركي ان السلطات العراقية والكردية أكدت التزامها بمكافحة حزب العمال الكردستاني.
وجاءت زيارة اردوغان إلى بغداد، في اليوم ذاته الذي أعلن فيه وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله أن بلاده »ستعلن قريباً اسم سفيرها في العراق بعد أن شهد تطورا امنيا ايجابيا«. وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي تماشيا مع »تسمية إخواننا في البحرين والإمارات لسفيريهم في العراق«.
ووقع أردوغان ونظيره العراقي نوري المالكي، في بغداد، اتفاقاً لتشكيل »مجلس أعلى للتعاون الاستراتيجي« بين البلدين. وسيجتمع المجلس سنوياً مرة واحدة على الأقل، برئاسة مشتركة لرئيسي وزراء البلدين، وثلاث مرات على المستوى الوزاري، كما سيعقد اجتماعات رسمية رفيعة المستوى مرة كل ثلاثة أشهر في إحدى عاصمتي البلدين.
وأشار بيان الحكومة العراقية إلى أن هذه »الشراكة الاستراتيجية« ستتضمن مجالات واسعة، لا سيما في ما يتعلق بمجالات التعاون السياسي والاقتصادي والطاقة والمياه والثقافة فضلاً عن التعاون الأمني والعسكري.
وفي المجال السياسي، نصّ الاتفاق على »دعم جهود الحكومة العراقية في مكافحة الإرهاب، والحفاظ على استقلال العراق وسيادته الكاملة«. أما في ما يتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، فقد تم الاتفاق على »احترام امن أراضي كل من البلدين للآخر، ودعم جهودهما المشتركة لمنع تنقل الإرهابيين والأسلحة غير الشرعية من العراق وإليه«. وأكد البلدان »أهمية تعزيز التعاون للسيطرة على الحدود المشتركة ومنع جميع أشكال النقل المحظور، ويتضمن ذلك كل أشكال الدعم للإرهابيين والمنظمات الإرهابية«. وتم الاتفاق على »إتمام الاتفاقية الإطارية العسكرية بين رئيسي أركان البلدين... وإتمام إجراءات اتفاقية لمحاربة الإرهاب«، إلا انه لم يتم ذكر حزب العمال الكردستاني بالاسم.
وفي ما يخص الاقتصاد والطاقة، نص الاتفاق على »التعاون في مجال الطاقة بين شركات عراقية وتركية، بالإضافة إلى نقل الموارد الطبيعية العراقية إلى الأسواق العالمية عبر مسارات التصدير الأكثر اعتماداً، كتطوير وتوسيع القدرة الحالية لخط نفط »كركوك ـ يومورتاليك« وبناء شبكة أنابيب لنقل الغاز الطبيعي العراقي إلى الأسواق الدولية عبر تركيا«.
وقال اردوغان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المالكي في المنطقة الخضراء، »أقول لدول الجوار في المنطقة، إن مستقبل العراق هو مستقبلنا. يجب علينا زيادة دعمنا« للعراق. وتابع »نحيي الشعب العراقي، كونوا متفائلين لتعبروا هذه المرحلة الصعبة وستجدونني دائماً بجانبكم إن شاء الله«.
ووصف المالكي زيارة اردوغان إلى بغداد بـ»التاريخية« لكونها جاءت في إطار التفاهم بين بغداد وأنقرة، وفتحت آفاقا واسعة للتعاون في مختلف المجالات. وأعرب عن أمله أن تؤدي الشركات التركية دوراً رئيسياً في إعادة الإعمار، موضحاً أن نجاح الحكومة في »تحدي الإرهاب والخارجين عن القانون سمح لنا بالانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار والاستثمار«.
بدوره، قال اردوغان، الذي التقى الرئيس العراقي جلال الطالباني، »لا شك في أنها زيارة تاريخية، لكونها جاءت بعد ١٨ عاماً... أنا سعيد لزيارة العراق بعد هذا الانقطاع في العلاقات، وأنا متأكد انه لن يحدث مثل هذا الانقطاع مستقبلاً«.
وتابع اردوغان، الذي رافقه أربعة وزراء أتراك بينهم وزيرا الخارجية علي باباجان والطاقة حلمي غولر، »أنا كرئيس سأعمل على تحقيق الأهداف التي تبنيناها«، مشيراً إلى وجود »إرادة مشتركة على أعلى مستوى في إطار التعاون الاستراتيجي«، موضحاً أن البلدين يعملان للوصول إلى معدل تبادل تجاري يصل إلى ٢٥ مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وقال اردوغان »بالنسبة إلى إرهاب حزب العمال الكردستاني تلقينا دعماً من حكومة المالكي وحكومة إقليم كردستان شمالي العراق«. وأوضح أن تركيا والعراق يريدان »إقامة منطقة أمنية تقضي على التهديدات الإرهابية بين البلدين«.
ميدانياً، قتل أربعة أشخاص، وأصيب ،١٥ في انفجارات وهجمات في بغداد والموصل.
(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي أي)
الجمعة 11/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع