رئيس لبنان: نطمح لتصحيح العلاقة بين الزعماء العرب عبر تصحيحها مع سوريا



* إسرائيل ألصقت تهمة الإرهاب بالعرب.. والمقاومة عنصر قدرة قومية *

أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان »أن علاقة لبنان بسوريا طبيعية، ومن غير الطبيعي أن تكون هذه العلاقة غير طبيعية«. و شدد على اهمية التعاون العربي، وقال إن »العرب مدعوون إلى الاتفاق، لأن إسرائيل تسعى إلى عدم تحقيقه، وإلى شرذمة الدول العربية، وقد نجحت في نهاية الأمر في إلصاق تهمة الإرهاب بالعرب والمسلمين. وشدد على أن المقاومة هي فخر للبنان، وهي عنصر قدرة قومية له ولن نفرط بها«.
مواقف الرئيس سليمان، جاءت خلال استقباله امس، وفد المشاركين في مؤتمر اتحاد المحامين العرب المنعقد في بيت المحامي في بيروت، حيث تحدث في مستهل اللقاء، نقيب المحامين في بيروت رمزي جريج والأمين العام للاتحاد ابراهيم السملاني ورئيس الاتحاد سامح عاشور الذي اعتبر فيها »أن انتخاب الرئيس سليمان رئيساً للبنان هو بداية لمرحلة جديدة ليس فقط في لبنان، بل في كل الأمة العربية.
ثم ألقى الرئيس سليمان كلمة في الوفد، مرحباً بأعضائه في لبنان، مشيراً إلى انه إذا لم تستطع حكومات الدول العربية أن تؤمّن الحد الأدنى من التعاون والاتفاق، فعلى المجتمع المدني أن يسعى إلى هذا التعاون حتى نصل يوماً ما إلى نوع من الاتحاد بين الدول العربية.
وأضاف: أنه لم يعد مسموحاً أن تبقى أي دولة عربية منعزلة عن الدول الأخرى، فهذا ما أخّر تطور بلداننا العربية، ولم يسمح لها حتى من الاستفادة من ثرواتها النفطية. وقال: إن الإرهاب يناقض مفهوم الحريات العامة، لأنه يتعرض للطائفة الأخرى، والمذهب الآخر، والرأي الآخر، وللحريات بشكل عام، ونحن مــدعوون إلى مكافحة الإرهاب لنتمكن من تأمين الحرية للجميع.
وأشار إلى ان حقوق الإنسان منتهكة في العالم العربي عبر تهجير الفلسطينيين، وعيشهم في مخيمات يسودها الفقر، معتبراً أن ذلك هو أكبر نموذج عالمي ضد حقوق الإنسان مارسته إسرائيل وتتغاضى عنه الدول عندما تقرّ بتوطين الفلسطينيين في البلدان الموجودين فيها. وقال: إن من ابسط البديهيات أن نعيد للإنسان حقه في وطنه وأرضه، وأن يستعيد هويته الوطنية.
ورداً على سؤال حول أهمية فتح صفحة جديدة من العلاقات بين لبنان وسوريا، قال سليمان: نحن نطمح عبر إعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي مع سوريا إلى إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين رؤساء الدول العربية، ويكون لنا الشرف إذا استطعنا أن نلعب دوراً في هذا المجال، ولو كان صغيراً.
ورداً على سؤال آخر حول مستقبل لبنان ومستقبل المقاومة فيه، أوضح رئيس الجمهورية »أن لبنان قطع شوطاً كبيراً باتجاه تمتين وحدته الداخلية، مؤكداً أن عقد الوحدة لم ينفرط يوماً في لبنان، برغم التوترات التي يعيشها. وقال: إن المقاومة هي فخر للبنان، وهي عنصر قدرة قومية له، ولن نفرط بها، وعلينا ضرورة الاستفادة من عنصر قدرة المقاومة.
الاتحاد العمالي
واستقبل رئيس الجمهورية وفد الاتحاد العمالي العام برئاسة غسان غصن، الذي نقل الى الرئيس سليمان تهاني الجسم العمالي بانتخابه رئيساً، متمنياً له التوفيق، لافتاً الى الظروف الصعبة التي يمر بها عمال لبنان نتيجة الأوضاع العامة في البلاد، وتراكم الصعوبات وارتفاع التضخم واتساع موجة الغلاء، الامر الذي احدث ازمــة معيشية واقتصادية كبيرة.
ورد الرئيس سليمان شاكراً للوفد العمالي زيارته، معتبرا ان العمال هم من الركائز الأساسية للبنان، وان الاهتمام بحاجاتهم ومطالبهم هو من المسائل التي يوليها العناية الكاملة، لافتاً الى انــعكاس الأوضاع السياسية على الواقع العمالي في البلاد نظراً للارتباط الوثيق القائم بين مكونات المجتمع اللبناني.
وقال» إن الحل لا يكون بزيادة الرواتب فحسب، بل بتفعيل الدورة الاقتصادية في البلاد، اضافة الى التفاهم السياسي الذي من شأنه ان ينعكس ايجابا على الحياة العامة، مشيراً الى ضرورة بذل الجهود لتوحيد الاتحادات والنقابات العمالية وفقا للطرق الديموقراطية، لأن التشرذم لا يخدم قضايا العمال وحاجاتهم، فيما العمل النقابي الموحد يكون له التأثير المباشر على تحسين أوضاعهم ويؤمن لهم القدرة على التحرك لتحقيق الأفضل.
التفتيش المركزي
والتقى الرئيس سليمان، وفد هيئة التفتيش المركزي الذي ضم رئيسها القاضي جورج عواد، والمفتش العام التربوي الدكتور رضا سعادة، والمفتش العام المالي صلاح الدنف، والمفتش العام شكيب دويك، والمفتش العام فوزي نعمة، والمفتش العام الاداري الدكتور مطانيوس الحلبي، والمفتش العام الصحي والاجتماعي والزراعي الياس طنوس الخوري.
ورد الرئيس سليمان مركزاً على اهمية عمل التفتيش المركزي وسائر المؤسسات الرقابية وطلب التشدد في ضبط المخالفات في الادارات الرسمية الخاضعة لسلطة التفتيش وعدم الرضوخ لأي ضغوط يمكن ان تمارس على المفتشين من أي جهة اتت، »لأن دور المؤسسات الرقابية يجب ان يمارس على نحو كامل«.
وذكر رئيس الجمهورية اعضاء الوفد بالحصانة التي يتمتع بها المفتشون على ان يمارسوا وظيفتهم بمناقبية عالية وتجرد وحياد.
والتقى سليمان النائب حسن يعقوب، الذي تمنى النجاح لزيارة الرئيس سليمان الى فرنسا، معرباً عن امله في ان تتشكل الحكومة قبل موعد الزيارة بعد غد السبت.
وطالب النائب يعقوب بعد اللقاء بتعميم نظرية التسهيل في تأليف الحكومة التي اعتمدتها »الكتلة الشعبية«، معتبرا ان »الفيتو الذي يمارسه البعض لا يخدم جو الوفاق والوحدة الوطنية، ويعكس تالياً استمرار الانقسام السياسي الذي لا بد من لملمته في اطار حكومة وحدة وطنية«. وتمنى على رئيس الجمهورية أن يتضمن البيان الوزاري للحكومة العتيدة، نصاً صريحاً من شأنه تفعيل الاهتمام بجلاء مصير الإمام المغيب موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.
كما التقــى الوزير السابق ألبير منصور، الذي أعرب عن أمله في أن تبصر الحــكومة العتيدة النور قبل موعد ســفر الرئيــس سليمان إلى فرنسا، مشــدداً على أهــمية حل ما تبقى من عقد لتحقيق هذا الهدف.
ثم استقبل الرئيس سليمان، الوزير السابق محمود أبو حمدان الذي شكره على مواساة العائلة بوفاة شقيقه المرحوم سامي أبو حمدان.
قائد الجيش الأندونيسي
واستقبل الرئيس سليمان قائد الجيش الأندونيسي الجنرال جوكو سانتوزو الموجود في لبنان لتفقد القوة الأندونيسية العاملة في قوات »اليونيفيل« في الجنوب، وذلك بحضور السفير الأندونيسي في لبنان باغاس هابسورو وكبار معاوني الجنرال سانتوزو، الذي نقل إلى رئيس الجمهورية رسالة شفهية من الرئيس الأندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو ضمنها تمنياته له بالتوفيق في مسؤولياته الجديدة، والحرص على تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات كافة.
وحمّل الرئيس سليمان الجنرال سانتوزو رسالة جوابية إلى نظيره الأندونيسي، شكره فيها على الدعم الذي قدمته بلاده للقوات الدولية العاملة في الجنوب.
وأوضح الجنرال سانتوزو أن بلاده قررت إرسال وحدات من الشرطة العسكرية للانضمام إلى القوة العاملة حاليا في الجنوب، إضافة إلى إمكانية إرسال وحدات بحرية. وقدم إلى الرئيس سليمان، شعار الجيش الأندونيسي.


الجمعة 11/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع