(90) عاما من النضال والتضحية... والحزب يواصل عطاءه ويتجدد (الجزء الثاني)
محطات كفاحية بارزة لحزب الشعب الفلسطيني



*الحزب يقود جماهير قطاع غزة ويسقط مشروع توطين اللاجئين في سيناء عام 1955 بقيادة الرفيق المناضل معين بسيسو*

لعب رفاقنا دورا بارزا في مقاومة مؤامرة توطين اللاجئين المقيمين في قطاع غزة الى سيناء وفق اتفاق الحكومة المصرية مع وكالة الغوث الدولية "الانروا" وبدعم امريكي لتصفية قضية اللاجئين وبالتالي القضية الفلسطينية..
وكان لحزبنا شرف فضح مؤامرة توطين اللاجئين في سيناء عام 1955 وتحريض الجماهير ضدها واسقاطها حيث اندلعت انتفاضة شعبية رددت خلالها الجماهير شعارات الحزب الداعية لرفض التوطين وضمان حق العودة واطلاق الحريات العامة ورفعوا شعارات "لا توطين ولا اسكان يا عملاء الامريكان"، و"العودة... العودة حق الشعب"، كما طالبت بتدريب وتسليح المخيمات الفلسطينية حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها في مواجهة الغارات الاسرائيلية، وكان اول شهيد في هذه الانتفاضة هو رفيقنا البطل حسني بلال الذي فدا رفيقه قائد الحزب المناضل معين بسيسو، كما قُتل الرفيق الشبيبي الطالب في الصف الرابع الاعدادي بمدرسة النصيرات الاعدادية للذكور على اسم يوسف اديب طه، وعلى اثر هبة آذار اعتقل العشرات من رفاقنا في المعتقلات المصرية.
ومن ناحية اخرى قاد الحزب تحركا شعبيا واسعا لسكان مخيم البريج استنكارا للمذبحة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي والتي اودت بحياة ما يزيد عن 25 فلسطينيا اضافة لعشرات الجرحى عام 1953.

 

*الحزب يفشل مؤامرة الحاق القطاع بالنظام الاردني عام 1954*

افشلت جهود الحزب والجماهير مؤامرة الحاق قطاع غزة بالنظام الاردني عام 1954.
وإبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، كان رفاقنا المبادرون الاوائل في تنظيم المقاومة الشعبية للاحتلال الاسرائيلي، وأسهموا بدور فعال في رص صفوف القوى الوطنية وقتها، وفي تشكيل الجبهة الوطنية التي قادت جماهيرها ضد الاحتلال مبتدعة ولاول مرة اللجان الوطنية في كافة مواقع النضال، في المخيمات والقرى والمدن والمؤسسات والمدارس على اسس سياسية وليست عقائدية، ورفع الحزب شعار "عودة الادارة العربية"، وفي خضم الاحداث اضطرت الادارة المصرية للتفاوض مع قيادة الحزب ومطالبته بلعب دور في عودة الادارة المصرية، وابدى الحزب استعدادا لذلك مقابل اعطاء المزيد من الحريات وحل الاشكاليات القائمة.

 

*تشكيل المجلس التشريعي في غزة يبلور الشخصية الفلسطينية نحو انشاء م. ت. ف*

لقد سرّعت هذه الاحداث فيما بعد بتشكيل المجلس التشريعي برئاسة د. حيدر عبد الشافي وتبلور الشخصية الفلسطينية نحو انشاء منظمة التحريرالفلسطينية.

 

*اعتقالات واسعة في صفوف الحزب في السجون المصرية*

وبسبب نشاط حزبنا في ذلك الوقت، فقد تعرض رفاقنا لاشد انواع القمع من النظام المصري حيث زج بغالبية الرفاق في السجون المصرية متحملين ابشع واقذر انواع العذاب خاصة في سجن القناطر الخيرية والسجن الحربي ومعتقل الواحات الخارجة الصحراوي.

 

*الحزب يبادر إلى تشكيل الجبهة الوطنية المتحدة عام 1967*

بعد العدوان الاسرائيلي عام 1967، واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء والجولان، بادر حزبنا إلى الاتصال بالقوى والشخصيات الوطنية من اجل توحيد الصف الوطني لمقاومة العدوان ومخططاته من خلال تشكيل الجبهة الوطنية المتحدة في آب من العام1967، وقد اصدرت الجبهة ميثاقها في العشرين من ايلول من العام 1967 ثم اصدرت جريدتها السرية الاسبوعية "المقاومة" في منتصف آب عام 1967، وكان الحزب هنا المشرف على كتابة معظم مقالاتها، وعلى طباعتها وتوزيع الاعداد المطلوبة للقوى والشخصيات المتحالفة، وعلى الجماهير الشعبية، وقد لعبت هذه الجريدة دور المنظم للجان الوطنية والمحرض والمعبئ للجماهير الشعبية ضد الاحتلال ومخططاته، وقد لعب الحزب دورا بارزا في قيادة وتعبئة وتنظيم الجماهير الشعبية في اللجان الوطنية في المدن والقرى والمخيمات والمدارس والمعاهد.

*الحزب يشكل جناحا مسلحا.. ويقوم بتنفيذ مئات العمليات العسكرية الناجحة بقيادة الرفيق عمر عوض الله عام 1967*

في الاول من كانون الاول عام 1967 اقرت اللجنة المركزية للحزب وقيادة الجبهة الوطنية في اجتماعها الموسع البدء في التحضير لاستخدام الكفاح المسلح جنبا الى جنب مع اشكال النضال الاخرى، وشكل الحزب جناحا مسلحا بقيادة الرفيق طعمة مشتهى الذي طورد أواخر العام 1967 وخلفه الرفيق عمر عوض الله عضو اللجنة المركزية للحزب وقام بمئات العمليات العسكرية منفردا او بالتعاون مع قوات التحرير الشعبية وبسبب ذلك تم نسف اول بيت في قطاع غزة وهو بيت الرفيق عزات كساب وجرى اعتقاله وابعاده الى الاردن، وتم نسف بيتي الرفيقين خليل صالح عويضة وعبد الله ابو العطا، كما جرى سجن المئات من رفاق الحزب، والحكم بالسجن المؤبد على الرفيق عمر عوض الله الذي توفي لاحقا في سجن المجدل- عسقلان عام 1974 وجرى ابعاد وتشريد العشرات من رفاقنا خارج الوطن.

 

*الجبهة الوطنية المتحدة التي يقودها حزبنا تتعرض لضربة قاسية من الاحتلال الاسرائيلي عام 1974*

وتعرضت الجبهة التي كان يقودها الحزب لضربة قاسية من الاحتلال الاسرائيلي بسبب نشاطها المسلح مما اسفر عن اعتقال المئات من رفاق الحزب واعضاء الجبهة الوطنية والحكم عليهم بالسجن لسنوات طويلة داخل سجون الاحتلال الاسرائيلية، وابعاد العديد من رفاقنا الى شرق الاردن ومصر بسبب نشاطهم المناهض للاحتلال.

 

*محطات نضالية بارزة للحزب في الضفة الغربية*

استطاع رفاقنا ان يقدموا تصورا سياسيا كان له بعده على المستوى السياسي الفلسطيني حيث اعتبروا ان النضال الفلسطيني واسترداد الحقوق الوطنية بات يمر عبر النضال ضد الامبريالية و"الدول الاستعمارية المؤيدة للسياسة الصهيونية" وضد ركائزها في المنطقة المتمثلة بالرجعية العربية.
ناضل رفاقنا وعلى رأسهم الرفيق فؤاد نصار ضد المحاولات الهادفة لربط الاردن بعجلة الامبريالية.
نتيجة لنضال رفاقنا المجيد الى جانب القوى الوطنية الاخرى تمّ إفشال مؤامرة ضم الاردن الى حلف بغداد، واستطاعوا فرض تعريب الجيش الاردني وطرد الجنرال البريطاني وضباطه واجبار السلطة على حل البرلمان الرجعي واجراء انتخابات نيابية جديدة كان اغلب الفائزين فيها من القوى الوطنية الاردنية ومن ضمنهم نائبان من رفاقنا وثلاثة من الجبهة الوطنية التي كان الحزب قد اقامها عام 1955.
وعلى اثر ذلك تشكلت اول حكومة وحدة وطنية في الاردن برئاسة سليمان النابلسي حيث اقدمت على الغاء المعاهدة البريطانية الاردنية المذلة وترحيل باقي الضباط البريطانيين وعلى رأسهم كلوب باشا، الا ان الرجعية الاردنية وبدعم امبريالي امريكي استطاعت في نيسان 1957 الاطاحة بهذه الحكومة، مما اغرق البلاد في موجة قمع وارهاب طال رفاقنا النصيب الاكبر منها، حيث امتلأت السجون الاردنية بمئات منهم ومورست بحقهم ابشع انواع التعذيب والتنكيل خاصة في سجن الجفر الصحراوي.
بعد معركة الكرامة عام 1970 اعلن الحزب عن تشكيل قوات الانصار المسلحة ولم تكن مضت سوى اشهر قليلة على قيام هذه القوات حتى قامت السلطات الاردنية في ايلول 1970 بشن هجومها الواسع على فصائل حركة المقاومة الفلسطينية الذي استهدف تصفية الوجود الفلسطيني المسلح في الاردن بصورة تامة، وكان لرفاقنا دور في الدفاع عن الثورة الفلسطينية.
في العام 1971 قامت ايضا قوات الانصار بنقل بعض وحداتها الى الجنوب اللبناني.
بعد رحيل المقاومة الفلسطينية المسلحة عن الاردن.. دعا الحزب فصائل حركة المقاومة الى التركيز على ساحة المناطق الفلسطينية المحتلة والعمل على بناء حركة مقاومة مسلحة داخل الاراضي المحتلة متلائمة مع ظروف الاراضي المحتلة وطبيعتها، فقد عزز ذلك اقامة الجبهة الوطنية الفلسطينية في الاراضي المحتلة  والتي كان لحزبنا دور رئيسي  فيها حيث رفعت شعارات المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الاسرائيلي، ودعا الحزب صراحة للاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية  كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ودفع باتجاه توطيد ذلك محليا وعربيا ودوليا، ومن الجدير بالذكر ان اول مؤسسات في الداخل اعترفت بالصفة التمثيلية لمنظمة التحرير الفلسطينية هي المؤسسات التابعة لحزبنا.

 

*الحزب يقاوم مشروع الادارة المدنية الاسرائيلية عام 1975*

في العام 1975 قاوم حزبنا بقوة مشروع الادارة المدنية الاسرائيلية باعتباره مؤامرة تنطوي على اخطار كبيرة، وتستهدف مجموعة اهداف ابرزها: خلق هيئة منظمة لاستخدامها اداة للاحتلال واضفاء الشرعية على وجوده وتصفية دور م. ت. ف حيث ترافق ذلك والاعداد لمشروع كامب ديفد الذي قام حزبنا بحملة تحريضية جماهيرية واسعة ضده بمشاركة القوى الوطنية الفلسطينية.
في عام 1976 اعلن الحزب دعمه لمشروع انتخاب المجالس البلدية والقروية في الضفة الغربية معتبرا انه يمكن تجنيد ذلك لصالح القضية الوطنية وتعزيز الهوية الفلسطينية، ولأن تجنيد هذه المجالس المنتخبة لمؤسسات تقاوم سياسة الاحتلال وتعمق الدور التمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية وقد جرت الانتخابات واسفرت عن مجالس وطنية منتخبة يتزعمها قادة وطنيون مخلصون رفعوا شعار مقاومة الاحتلال وتعزيز الذات الفلسطينية مما عمق دور منظمة التحرير الفلسطينية، فاضطر الاحتلال الاسرائيلي لحل هذه المجالس وابعاد العديد من رؤسائها وتدبير عملية اغتيال لبعضهم على مدار تاريخ م. ت. ف.
كان الحزب السباق في تشكيل اطر العمل الجماهيري لقطاعات الشعب المختلفة العمالية والشبابية والطلابية والنسائية عام 1977.
في عام 1976 تعزز لدى حزبنا واثر ضرب الجبهة الوطنية في الداخل القناعة بأهمية بناء الاطر الجماهيرية لمختلف القطاعات الشعبية لتعزيز قدرات الجماهير وضرورة العمل على تأطيرها للدفاع عن قضاياها ولخوض نضال ضارٍ ضد الاحتلال الاسرائيلي، وسياسته المتعددة الاوجه والهادفة للقضاء على الانسان الفلسطيني ومصادرة حقه في الوجود وعزله عن ارضه وهويته.
لذا فقد كان حزبنا السباق عام 1977 في تشكيل أطر العمل الجماهيري لقطاعات الشعب المختلفة العمالية والشبابية والطلابية والنسائية وكان لهذا النشاط دور بارز ومؤثر في الحياة الفلسطينية وتعزيز لشعاره المميز ان ساحة الصراع الرئيسية هي في الداخل بحيث اخذت القوى الفلسطينية الاخرى تبادر للاخذ بنفس اساليب عمل الحزب في وقت فيه اعتبرت ان البندقية هي وسيلة الكفاح الوحيدة ونظرت باستخفاف لاساليب النضال الاخرى المؤثرة كالنضال الشعبي والسياسي والفكري.

 

*الحزب ودوره البارز في بناء المؤسسات الوطنية*

لقد أسهم الحزب بشكل فاعل في تفعيل العمل التطوعي باعتباره شكلا من اشكال التصدي والمقاومة وتعبير صادق عن العمل والنشاط الجماعي والفكر التقدمي، وربط بين مهمات التحرر الوطني العام والتكافل الاجتماعي التي تمكن الشعب الفلسطيني من الصمود في وجه الاحتلال الاسرائيلي. انصب جهد الحزب على تنظيم وتفعيل الجماهير، وتشكيل منظمات ولجان للعمل التطوعي عمادها الشباب والعمال وطلاب الجامعات والمدارس والمرأة، وعملت هذه اللجان على ربط الجماهير في اهم القضايا الوطنية التي تواجهها واولى هذه القضايا هي مصادرة الاراضي، وقد اعتمدت هذه اللجان على الجماهير من جميع القطاعات في تنفيذ اهدافها واستطاعت الحفاظ على اراضي مهددة بالمصادرة.
ولقد شهدت فترة الثمانينيات تطورا ملموسا في مجال العمل التطوعي وبلغ ذروته في تلك الفترة وانجزت العديد من الفعاليات الشعبية والجماهيرية،ومع تصاعد قصور الاحتلال في توفير الخدمات الطبية والزراعية والبيئية...الخ برزت الحاجة لخدمات في هذه المجالات واقتضى العمل في لجان العمل التطوعي شيئا من التخصص، وهكذا ولدت في رحم هذه اللجان مجموعات الخدمات الطبية، الزراعية، البيئية، الشبابية... وغيرها. اذ تشكلت مجموعات داخل العمل التطوعي ذات صفة مهنية، تبادر الى تقديم خدماتها للمحتاجين، كان منطقيا ان تطلق على نفسها اغاثة، ومن خلال تشكيل الحزب للجان العمل التطوعي المتخصصة، برزت العديد من المؤسسات التطوعية واتسع نطاق التخصص في عملها، فقد برزت الاغاثة الطبية كرد مباشر لتدهور الخدمات الطبية في المناطق المحتلة واغلاق عشرات العيادات والمستشفيات الحكومية، وعلى نفس الدرب شقت الاغاثة الزراعية طريقها في خدمة المزارعين على ايجاد حلول للمشاكل الزراعية المتفاقمة، واتحاد لجان المرأة العاملة، كذلك اتحاد الشباب الفلسطيني على يد مجموعة من الطلبة والشباب الناشطين في لجان العمل التطوعي عدا عن المؤسسات التي أسهم الحزب في بنائها.

تقرير: شامخ بدرة
السبت 12/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع