ماريا امن ووالدها وشقيقها يواصلون العيش في مستشفى ألين في القدس



كما كان متوقعا اقرت محكمة العدل العليا في الاسبوع المنصرم ان لا تقر شيئا، ففي بحثها لدعوى الطفلة الغزية ماريا امن، ابنة السنوات السبع ضد طردها وما تبقى من عائلتها الى رام الله، اكتفت المحكمة بتأجيل البحث الى موعد لاحق، وترفع مؤقتا سيف الطرد عن ماريا ووالدها وشقيقها مؤمن ابن الخمس سنوات، ولكن ذلك يعني انهم سيواصلون العيش في المستشفى.
الحقيقة ان طرد الطفلة الى مؤسسة ابو ريا في رام الله، كما كانت وزارة الأمن قد ابلغت والدها حمدي، منذ شهر آب 2007 كان سيعقد وضعها الصحي بل ويعرض حياتها للخطر، لكن الى متى يمكن العيش داخل جدران المستشفى؟؟ علما ان كل وجهات النظر الطبية تؤكد ان مصلحة الطفلة هي في العيش في اطار اجتماعي عادي وفي مكان قريب من المستشفى مع رعاية صحية خلال أربع وعشرين ساعة في اليوم.
من هي ماريا؟؟ ماريا اصيبت بجراح بالغة جدا بصاروخ قاتل، في عملية للجيش الاسرائيلي استهدفت احد نشطاء الجهاد الاسلامي في غزة، في شهر ايار 2006، وكان عمرها آنذاك أربع سنوات وتسعة اشهر. في تلك العملية قتل شقيقها ابن السبع سنوات، وقتلت والدتها، وقتلت جدتها، وقتل خالها. ونقلت ماريا الى مستشفى تل هشومير، ثم الى مستشفى ألين في القدس مع إعاقة كاملة من أخمص قدميها حتى أسفل الرأس وارتباط دائم بجهاز التنفس الاصطناعي. والدها حمدي لا يبرح سريرها للحظة، اذ تحتاج اجهزتها الى مراقبة دائمة.
تعرفت على قصة ماريا المأساوية من خلال مقالة للصحفي جدعون ليفي  في صحيفة هآرتس، ومنذ ذلك الحين أصبحنا عائلة، بل أصبحت عائلتهم في القدس، ماريا وشقيقها اصبحوا ابنائي.
في السنة الدراسية الماضية انهت ماريا الصف الاول في المدرسة اليهودية- العربية  "يد بيد" في القدس، جمالها وذكاؤها الحاد وفطنتها تأسر القلوب والالباب، ايمانها بالمستقبل وبـ"امكانية" شفائها تثير الاعتزاز والفخر.
يبدو واضحا ان محكمة العدل العليا تمتنع عن تسجيل موقف يمكن ان يكون سابقة قضائية، لذلك تترك الامور كما هي، وفي الواقع لم نطلب الكثير من المحكمة العليا، فكل ما طلبناه هو اقامة دائمة لماريا ووالدها وشقيقها!! والسؤال الى متى؟؟ الى متى يمكن العيش في المستشفى؟؟ رغم معرفتي التامة للاوضاع والمحاور السياسية في البلاد، كان في قلبي شيء من الامل، أمل بأن يتعالى قضاة العليا فوق السياسة وينظروا الى ماريا... نظروا!! لكنهم لم يمنحوها الاقامة!! اعزائي ماريا وحمدي ومؤمن، ارجو ان تسامحوني فربما غرست بكم أملا صعب المنال.

في الشهر القادم سوف تحتفل ماريا بعيد ميلادها السابع، وسوف يحتفل مؤمن بعيده الخامس، سنقيم لهما احتفالا في يافا يوم 20.8.2008 وكلي امل ان يحضر الكثير الكثير من الاطفال لادخال الفرحة الى قلب ماريا وقلب مؤمن، كل الاطفال مدعوون.

(القدس)

داليا بيكر
الأربعاء 16/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع