الاتجاه المعاكس!



* يجب أن نسجل، أنه في أعقاب كل خطوة انفراج، هنالك خطوات اسرئيلية بشعة بالاتجاه المعاكس، والضربة عادة تكون ضد الشعب الفلسطيني.. ومن الضروري العمل على أجهاض هذا الهجوم المتوقع، وخاصة أن مهندس تلك المرحلة، براك، عاد إلى موقعه *

هل ستكون صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله هي الإشارة لعدوان إسرائيلي جديد على الشعب الفلسطيني؟
حسب المنطق، من المفترض أن تدشن عمليات تبادل الأسرى، التي تأتي بعد وقت طويل من المفاوضات، مرحلة جديدة من مسيرة سلام وتوافق وكسر الجليد. فقط في إسرائيل تتكسر القواعد، فكل اتفاق يحمل ملامح إنسانية يتم التوصل إليه هو محفز للانتقام وويؤدي إلى تعميق الشعور بضرورة الرد.. أمس، في "يديعوت أحرونوت"، هدد مسؤول إسرائيلي باغتيال سمير قنطار، نعم لا أقل من ذلك.
وفي حينه، قبل أن ينسحب آخر جندي إسرائيلي من سيناء كانت جحافل الجيش الاسرائيلي تقتحم جنوب لبنان في العام 82.. وكأن كل تحرك نحو السلام في المنطقة هو خطأ استراتيجي، يجب "التعويض" عنه حالاً بعمل عسكري يعيد الأمور "إلى نصابها".. وفي العام 2000، بعد الإنسحاب من لبنان، الأمر الذي خلص اسرائيل من عشرات الضحايا هناك، حدث الهجوم الدموي على الشعب الفلسطيني في أكتوبر من نفس العام وهو متواصل حتى يومنا هذا.
لا حاجة للقول، أن صفقة التبادل هذه كان من الممكن أن تنتهي بنفس هذا "الثمن" قبل سنتين، بدون أن يسقط هذا الكم الهائل من الضحايا في لبنان وفي إسرائيل.. كما أنه لا حاجة للقول أنه حتى عملية الاختطاف في تموز 2006 كان يمكن ان لا تكون، لو أن إسرائيل، لدى انسحابها في العام 2000، قررت إنهاء كل مظاهر وتبعات الحرب مع لبنان، وبالأساس في قضية اطلاق سراح سمير قنطار وكافة الاسرى اللبنانيين، وإعادة مزارع شبعا للاصحابها..
على كل حال، بعد الانسحاب في لبنان في أيار 2000، سادت الأجواء المتفائلة، أن ما تم في لبنان سيتم في فلسطين، وكانت النتجية ان العسكرية الإسرائيلية بكل وحشيتها خرجت بعد عدة اشهر لتضرب الشعب الفلسطيني ببشاعة ودمويبة لم يشهد التاريخ المعاصر مثيلاً لها، ضد النساء والرجال والأطفال.. وكان الغطاء "الأخلاقي" لهذه الجرائم انه لا يوجد "بارتنر" في الطرف الفلسطيني.. فهل نحن الآن في انتظار نسخة جديدة من هذا الرد، بعد "مهرجان" الغضب الاسرائيلي على حزب الله و"وحشيته"، وكأن سقوط أكثر من الف مدني في لبنان، وهدم عمارات كاملة على اصحابها يقع في إطار الشرعية العسكرية.
على كل حال يجب أن نسجل، أنه في أعقاب كل خطوة انفراج، هنالك خطوات اسرئيلية بشعة بالاتجاه المعاكس، والضربة عادة تكون ضد الشعب الفلسطيني.. ومن الضروري العمل على أجهاض هذا الهجوم المتوقع، وخاصة أن مهندس تلك المرحلة، براك، عاد إلى موقعه.

عودة بشارات
السبت 19/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع