براون، من الكنيست، يهدد إيران بعقوبات جديدة ويدعو إلى السلام



*اسرائيل تتلقى دعما من لندن لمواجهة طهران في اول خطاب يلقيه رئيس وزراء بريطاني امام الكنيست*

حيفا- مكتب "الاتحاد"- هدد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، أمس الاثنين، من الكنيست ايران بتشديد العقوبات الدولية المفروضة عليها لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم معتبرا في الوقت ذاته ان السلام بين اسرائيل والفلسطينيين "اصبح في متناول اليد".
وقبل خطاب براون، وجهت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس تحذيرا واضحا الى ايران قبيل وصولها الى الامارات العربية المتحدة.
وقالت رايس للصحافيين الذين رافقوها في الطائرة: "اذا لم يتم تقديم جواب جدي خلال اسبوعين، ستظل لدينا امكانية سلوك طريق نيويورك"، مشيرة الى مجلس الامن الدولي، ومهددة باجراءات "عقابية لاحقة".
وقال براون وهو اول رئيس وزراء بريطاني يلقي خطابا امام أعضاء الكنيست: "تواجه ايران اليوم خيارا واضحا، اما وقف برنامجها النووي والموافقة على عروضنا في المفاوضات، او التعرض لمزيد من العزلة ومواجهة الرد الجماعي ليس من بلد واحد انما سيكون جماعيا".
واضاف براون انه "كما بذلت بريطانيا جهودا لاعتماد ثلاثة قرارات ملزمة في الامم المتحدة، اعدكم بانها ستستمر بتصميم في ان تكون رأس الحربة- مع الولايات المتحدة وشركائنا الاوروبيين- في جهود منع ايران من تطبيق برنامج نووي عسكري".
من جهته، شكر رئيس الحكومة ايهود اولمرت براون لمواقفه الحازمة تجاه البرنامج النووي الايراني.
وقال: "انتم مدركون ان التهديد الاخطر على الاستقرار في الشرق الاوسط والسلام العالمي مصدره طموحات نظام الملالي في طهران من اجل تحقيق هيمنة اقليمية".
واضاف اولمرت ان "منطلقات هذه الهيمنة تكمن في رفض السلام وتقديم الدعم الواسع للمنظمات الارهابية والجهود المكلفة في سبيل السعي لامتلاك قدرات نووية عسكرية والنوايا المعلنة لتدمير اسرائيل".
ونظرا للشكوك ازاء حيازة ايران للسلاح النووي، تطالبها الدول الغربية بوقف تخصيب اليورانيوم الامر الذي ترفضه طهران مؤكدة ان برنامجها سلمي.
وانتهت محادثات يوم السبت الأخير في جنيف دون تحقيق تقدم يذكر وبات لدى ايران اسبوعين للرد على عرض "التجميد مقابل التجميد" الذي قدمته مجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا).
ويتضمن العرض موافقة الايرانيين في مرحلة اولى على ابقاء التخصيب عند مستواه الحالي مقابل تخلي الدول الست عن تشديد العقوبات القائمة.
وخيمت اجواء من التوتر في منطقة الشرق الاوسط خلال الاسابيع الماضية وخصوصا بعد انباء عن تدريبات عسكرية اسرائيلية وايرانية واسعة وتصريحات متشددة من الجانبين.
واعلنت طهران مطلع تموز انها اجرت تجارب على صواريخ قالت ان احدها وهو شهاب-3 قادر على الوصول الى اسرائيل.
وفي نهاية حزيران كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن مناورات عسكرية اسرائيلية جرت في المتوسط لاعداد الجيش الاسرائيلي لضربة محتملة للمنشآت النووية الايرانية.
وحرص براون في خطابه على تفنيد تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي دعا الى ازالة اسرائيل من الخارطة.
وقال: "الى الذين يشككون في حق اسرائيل في الوجود ويهددون حياة مواطنيها بالارهاب، نقول ان للشعب الاسرائيلي الحق في ان يعيش هنا، ان يعيش بحرية وان يعيش بأمان".
واضاف: "ان لمن المقيت جدا ان يدعو الرئيس الايراني الى محو اسرائيل عن خريطة العالم".
الى ذلك، ناشد براون الفلسطينيين والاسرائيليين التوصل الى اتفاق قائلا امام الكنيست ان "السلام اصبح في متناول اليد".
واضاف "اعتقد ان السلام التاريخي الدائم، الناجم عن كفاح مرير وبامكانه تحقيق الامن، اصبح في متناول اليد" مشيرا الى ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض هما "افضل شريكين" لاسرائيل.
ودعا الطرفين الى اغتنام "الفرصة التي يوفرها" مؤتمر انابوليس من اجل التوصل الى اتفاق حول "دولتين تقومان ضمن حدود 1967. اسرائيل دمقراطية بمأمن من الهجمات معترف بها وعلى سلام مع جيرانها" ودولة فلسطينية "مسالمة دمقراطية قابلة للبقاء جغرافيا".
لكن براون دعا ايضا الى وضع "شروط" للسلام ابرزها تجميد الاستيطان والانسحاب من مستوطنات بالنسبة لاسرائيل، وتحرك "ضد الارهابيين" بالنسبة للفلسطينيين.
واعتبر ان القدس يجب ان تكون عاصمة للدولتين.

الثلاثاء 22/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع