لقد بدأ العد التنازلي في عملية الغاء الدمج القسري لعدد من قرانا العربية الذي حاولت فرضه واملاءه وزارة الداخلية على قرى الشاغور – مجد الكروم والبعنة ودير الاسد، وعلى قرى الكرمل الاشم، على الدالية وعسفيا. وقد تم في لجنة الداخلية البرلمانية اقرار واعداد قانون الغاء الدمج للقرى المذكورة في القراءة الاولى لتمريره في الهيئة العامة للكنيست.
لقد تصدينا للدمج القسري وعارضنا املاءه على قرانا العربية من منطلق مبدئي سياسي كما ينطوي عليه هذا المشروع السلطوي من مشاكل ومخاطر جماهير قرانا وبلداتنا العربية في غنى عنها. فالقبول بالدمج يعني القبول بمصادرة الهوية التاريخية الحضارية المستقلة لعدد من قرانا وشطبها عمليا من الخارطة الجغرافية ودفنها في مقبرة النسيان مع مرور الزمن. يكفينا كشعب الام المعاناة التي ولدتها انياب النكبة الفلسطينية النازفة دما، والتي من ضمنها هدم معالم مئات القرى العربية الفلسطينية وتهويد اسماء الكثير من البلدات والاماكن العربية. كما انه لا يتأتى من الدمج سوى القلاقل ووجع الدماغ والمشاكل التي لا تعد ولا تحصى، فالنسيج الاجتماعي والعادات والتقاليد المتراكمة عبر مئات السنين تختلف بين قرية وقرية عربية حتى بين القرى المتجاورة الى درجة الالتصاق الجغرافي. كما ان الدمج يولد مشاكل الحساسية والمحسوبية في ادارة شؤون مجمع الدمج، ان كان ذلك في مجال التوظيف او تقديم الخدمات او التخطيط والبناء. كما ان الدمج يخلق ظروفا مأساوية لانتشار مختلف مظاهر العنف والرذيلة وينعش اوكار الاجرام والمخدرات وجذب الاجيال الصاعدة الى دروب الضياع بعيدا عن مقاعد الدراسة والتقدم الحضاري الانساني. ونقترح على كل من لديه ذرة قناعة بايجابية مشروع الدمج ان يقوم بجولة واحدة فقط مع "ضب الرمس" في مجمع الدمج الجديد.. المكر حيث تم تمرير مشروع الدمج السلطوي القسري منذ عدة سنوات، تكفي جولة واحدة في حارات جديدة – المكر، وخاصة في بعض حارات المكر، للوقوف عن كثب عن الجرائم التي تنتج في اوكار الدمج، انتشار المخدرات والسرقات ودنس العملاء والتعصب القروي والعائلي والقتل وصراخ المطالبين بفك الدمج المأساوي حتى تبقى المكر المستقلة للمكارنة وجديدة المستقلة للجدايدة.
تقود العبرة من زبدة التطور التاريخ انه لا يصح الا الصحيح، فبوحدة اهالي قرى الشاغور وقرى الكرمل واصرارهم على فك الدمج القسري فان النصر والنجاح حليفهم، وقد بدأ العد التنازلي في الهيئة التشريعية لرفع الغبن الدمجي والغاء الدمج القسري.