رسالة مفتوحة للفنان الكبير الأستاذ طه ياسين



من منطلق الأمانة والمسؤولية  ومن حبي للفن والموسيقى والأداء السليم في العزف والغناء والتلحين وتقديري لأصحاب الذوق الرفيع من الذين يعملون في فرق موسيقية وأساتذة موسيقى في المدارس وقيادة جوقات موسيقية . والذين يقومون حفلات  الأعراس والمناسبات الطيبة ومن منطلق حبي للموسيقى والغناء رأيت أن أتوجه بنداء خاص عبر وسائل الإعلام لصديقي وعزيزي الفنان وعازف العود الموهوب صاحب الحركات الخلابة في مداعبة العود وأوتاره وصاحب الذوق الرفيع والحس المرهف في الأداء الفني طه يسين أن يعدل عن قراره باعتزال الغناء وإقامة الحفلات والسهرات في الأعراس والأفراح .
إن معرفتي بالفنان طه يسين منذ سنة 1981 بأول حفلة أقيمت عندنا في دير الأسد لابن أخي نزيه عبد الرازق أسدي  والتي استعمل فيها لأول مرة كاميرا فيديو وكانت غريبة علينا جميعا ولم نستعملها من قبل فلاقى طه وعلي موسى إعجابي الكبير وتقديري العظيم لهما ولفرقتهم الموسيقية   وتقديري وبقيت على عهدي معهما ما يزيد على 27 عاما أصغي لهما ويرق قلبي على الأداء الرفيع والأنغام العذبة والعزف الخاص للأستاذ طه على أوتار عود الفن الأصيل باعثا أعذب لحن ليهز قلوب أهل الفن وأهل الهوى الذين فاتوا مضاجعهم وترنموا ومالوا وقالوا يا ليل يا ليل .
طه الذي قاد فرقة ليالي السمر مع رفيق دربه صافي الصوت ووديع الغناء الفنان على موسى هذان التوأمان اللذان أتحفا الساحة الفنية حلاوة ورقصا للجماهير على امتداد أكثر من ربع قرن في الأعراس والأفراح وتألقا فترة طويلة وطابت السهرات والزفات بوجودهما ولهفي عليهما معا بعد الانفصال والاعتزال .
طه الذي ملك إعجابي وسرق لبي في أدائه الفني في العزف والغناء وقيادة فرقته الموسيقية بكمال وجمال بروعة الأداء وسحر وجلاء . بريشة سحرية وأنامل رقيقة وعيون براقة رعى فرقته الموسيقية بترنيم النغم وتعذيب اللحن بانسجام تام لأعضاء الفرقة والأدوات الموسيقية بهارمونية رقراقة منسابة إلى قلوب السامعين باعثة الكيف والطرب واللحن الأصيل .
ان تجربتي مع الفنان طه يسين طويلة وبكل تواضع تحسست عنده الحس المرهف وحسن الأخلاق وطيب المعشر ومدى انسجامه ببراعة ولباقة في أدائه وفرقته وحرصه على ان يؤدي كل فرد دوره على المسرح .
أتمنى أن يتقبل ابو شادي توجهي اليه بكل صدق وأمانة الا يترك الساحة الفنية ويعتزل الفن والعزف والغناء وإحياء حفلات الإعراس والمناسبات السعيدة لأنك لا زلت يا أخي العزيز معطاءا وفي عز العطاء وحرام عليك أن تهجرنا وتحرمنا سماع رنات عودك يا طه وطيب الأداء عودوا كمان بالله تعود يا علي ويا طه . أناشدك يا أبا شادي ويا أبا ساهر ومعك إخوة لهم الباع الطويل في عالم الفن والغناء والموسيقى.
 تحية معطرة إلى الذي جرح أوتار الكمان بشجي الألحان إلى يحيى يسين وتحية معطرة إلى الذي جمع بين طه ويحيى وعزف على وتريهما عودا وكمانا الأستاذ سمير يسين والى الطيب ضابط الإيقاع الأستاذ محمد يسين الذي ضبط الوزن ووقع الإيقاع وانسجم مع اللحن . أبا شادي من كان يملك أسرة وإخوة مثلك  ومن كان له رفيق درب مثل علي لا يحق له الاعتزال أو العدول عن الاستمرار في مسيرة الفن فالساحة لك وأنت أهل لها فعد إلى قواعدك سالما وجند معك من ترتئيه من إخوة وأصحاب وأصدقاء من أصحاب الذوق الرفيع في الفن والغناء والعزف والأداء ولا أنسى محمد موسى أبو العفيف وصالح ألهيب ويوسف أبو جمعة وشفيق الحوراني ومنذر برانسي وكل الذين عملوا معك  . أنا بانتظارك لن أمل وسأبقى أتقلب على جمر النار حتى تعود إلي وهل يرضيك هذا الظمأ والماء ينساب امامي زلازلا. اشعر إنني أتحدث باسم جماهير عديدة والجميع يناشدونك بصوت إنساني وحس فني أن تمطتي جواد الفن وتنزل ساحات الطرب والغناء والساحة بدها خيالها .    
طه أصغيت إليك بكل جوارحي ورغبت كثيرا حضور الأعراس التي تحييها  برفقة صاحب الصوت الجبلي الأستاذ علي موسى فكنتما مكملين بعضكما  بعض ولا تكتمل الحفلات  إلا بوجودكما معا  .
إن الأستاذ طه يسين من عازفي العود المهرة وفي مناسبات أعراس كثيرة كنت أعطيه مقاطع من أغاني أم كلثوم وكان يتقن اللحن والغناء والأداء ثم يتألق في الانتقال والاتصال من وصلة إلى أخرى دون أن يحدث خللا في النقلة النوعية من أغنية إلى أخرى ولا يشعر السامع بتوقف أو انقطاع فيبقى الانسجام مستمرا وتبقى أذن السامع مرتاحة وخاصة وبكل تواضع من السميعة أمثالي . 
إن الساحة العربية تتسع لأكثر من فنان ولأكثر من فرقة موسيقية بل هناك أزمة في الفرق وأصبح للتكليتان دور فعال لعدم وجود فرق كافية ومرتبة ومهنية  لإحياء الأعراس والسهرات والزفات وكثرة الدسكات والكستات التي حلت محل الفرقة إضافة إلى قلة التكاليف ا لا أن العامل الإنساني الحيوي والفعال يظل له دور في الغناء والأداء وتحريك الأحاسيس والمشاعر الإنسانية حيا ومباشرا باتصال حيوي وفعال .
 ادعوك أخي العزيز ورفيق دربك علي موسى أن  تجمعا الشمل مرة أخرى متجددين مدربين بآلية  جديدةانتفاضة موسيقية وفرقة موسيقية جديدة ومتجددة وموجة إحياء  للماضي العريق الذي تألقتم  به وأحييتم أكثر من ثلاثين حفلة في الشهر ومن مثلكم زف عريسا وجلى عروسا وطابت ليالي السمر معكم بحفلات عرسان وعرائس .
مهما كانت أسباب الاعتزال فلا تقنع السميعة والجمهور الذي تعود عليكم وعرفكم عن كثب عودوا إلينا واملأوا ساحات لأفراح طربا وغناء ووفاء لجمهوركم نحن على العهد باقون معكم ولكم والله الموفق .وهنا أتوجه لكل من له باع في الفن والغناء واللحن والتلحين ولكل من عنده للفن قيمة ويستطيع ان يخدم الساحة الفنية بأي قدر كان أن يبقى في الساحة ويعمل بها بما يملك من قدرات وطاقات املأواالساحة الفنية بمواهبكم وقدراتكم ولا تخفوها وتتركوها أو تعتزلوا لأي سبب من الأسباب فجمهورنا متعطش للغناء للفن للأصالة للحفلات الراقية لا بالصياح والسماعات العالية الضاجة بل بالذوق الفني والكيف والطرب واعلموا أيها الإخوة الفنانين والذين تحيون حفلاتنا في الأعراس والمناسبة الطيبة أن هناك سميعة سميعة أمثالي وهم كثيرون .تعاملوا مع الفن لأجل الفن والطرب لا من اجل المال وقضاء الوقت واعذروني بذلك وآمل أن نرتقي إلى المستوى الفني والأداء السليم مع التدقيق في التقليد بحفظ كلمات الأغاني والتدقيق على اللفظ الصحيح واعلموا أن هناك من يصغون جيدا وبكل تدقيق للأداء والغناء رغم كل الرقص والضجة التي تعم في أعراسنا تعطشا للرقص وترفيه النفس لا تنسوا يا مغنين  يا  قائدي الفرق الموسيقية ان هناك الكثيرون في جمهورنا العربي من يتذوقون الفن والغناء ويصغون بكل جوارحهم للأداء الصحيح والسليم في العزف والغناء ولتعطوا الذواقين   والسميعة حصتهم في السماع والأداء الرايق والراقي في الأفراح لا أن نقضي السهرة في الرقص والنط والفوضى هناك سميعة ذويقة أعطوهم حصتهم ولو بدقائق معدودة أرجو ان نتفهم بعضنا البعض وتتحسسوا أيها  الفنانين  مشاعر  جماهيركم وتتجاوبوا لرغباتهم في تعددية الأذواق من السميعة والمذوقين في الإصغاء وهز مشاعرهم الطربية ورقة القلوب والحنية للحن العذب والغناء الأصيل .

(دير الأسد)

عبد الخالق أسدي *
الأربعاء 23/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع