على حركة حماس أن تنتبه لما صنعت يداها في العام الماضي
من أجل قطع الطريق على الانفلات الأمني، من البداية



* على حركة حماس أن تعمل على التوجّه إلى حوار شامل مع حركة فتح، لئلا تفلت الأمور من يديها ينهائيًّا، ويحصل ما لا تحمد عقباه *

عادت تنتشر في أجواء قطاع غزة، المشحونة أصلا، رائحة البارود، والدماء، وذلك بعد مرور أكثر من عام على سيطرة حماس على قطاع غزة، وادعاء انتشار الأمن في القطاع الجريح.
فقد عاش مواطنو قطاع غزة، في اليومين الأخيرين أجواء مشحونة متوتّرة، جرّاء مقتل ستة فلسطينيين في انفجار ثلاث عبوات ناسفة، في أماكن مختلفة من مدينة غزة، وفي مواعيد مختلفة.
وبمعزل عما إذا كانت لحركة فتح علاقة بالتفجيرات أم لا، فإنّ لهذه التفجيرات دلالة سلبية على موقف حماس في قطاع غزة، حيث تدلّ التفجيرات على أنّ قبضة حماس الممسكة بزمام الأمور بشدّة، بدأت بالارتخاء، وهو أمر قد يقود إلى نتائج سلبية للحركة.
فقد قلنا منذ بدء سيطرة حماس على غزة، في شهر حزيران من العام الماضي، إنّ دوس حقوق الآخرين بالحذاء العسكري، واتّباع منطق القوة في التعامل مع الفصائل الأخرى، وعلى رأسها حركة فتح، وهي الفصيل المنازع الأكبر لحركة حماس، لن يقود إلا إلى عمل هذه الفصائل، مجتمعة او بشكل فردي، على استعادة قوّتها، لضرب حركة حماس، والقضاء على سيطرتها القمعية على القطاع. وهذا ما يجري اليوم، بغض النظر كما قلنا عمّا إذا كانت لفتح علاقة بالتفجيرات أم لا.
ويجب علينا الالتفات في هذه الحالة أيضًا إلى ما قاله قياديون في حركة فتح، إنّ هذه التفجيرات نفّذها أشخاص من داخل حركة حماس، ضمن صراع داخلي بين قطبين من أقطاب الحركة في قطاع غزة، وإنّ اتهام حماس لفتح بالمسؤولية عن التفجيرات، لا يتعدّى كونه جزءًا من محاولات التغطية على حقيقة وجود هذا الصراع. وبالنظر إلى هويّات ضحايا التفجيرات أو جرحاها، أو هويّات المستهدفين، نرى أنّهم معدودون على تيار معيّن في حماس، الأمر الذي يجعل مزاعم وجود صراع داخلي هو المحرّك لهذه التفجيرات، فيها جزء من الحقيقة.
إنّ على حركة حماس أن تنتبه لما صنعت يداها في العام الماضي، وأن تعمل على التوجّه إلى حوار شامل مع حركة فتح، لئلا تفلت الأمور من يديها ينهائيًّا، ويحصل ما لا تحمد عقباه.

الأحد 27/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع