باراك يطلب من واشنطن عدم استبعاد الخيار العسكري ضد إيران



*البيت الأبيض يعول على انجاز دبلوماسي مع إيران وإسرائيل لن تستطيع مهاجمتها من دون ضوء أخضر أمريكي*

واشنطن- وكالات- يحاول وزير "الأمن" ايهود باراك الذي بدأ أمس الاثنين زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة إقناع الإدارة الأمريكية بعدم استبعاد الخيار العسكري ضد إيران عن جدول الأعمال الأمريكي.
ومن المعروف ان الإدارة الأمريكية تقول انها لا تستبعد أي خيار، ومن الناحية النظرية فان الخيار العسكري قائم دائما، إلا ان الجولة الأخيرة من المحادثات بين إيران والمجموعة الدولية تمكنت فيما يبدو من تعطيل هذا الخيار النظري.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تعتبر أن زيارة باراك للولايات المتحدة "تنطوي على أهمية إستراتيجية خاصة"، وسيلتقي خلالها مع عدد من المسؤولين الأمريكيين أبرزهم نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الحرب روبرت غيتس ورئيس أركان الجيوش المشتركة مايكل مولن.
وسيتبع باراك إلى الولايات المتحدة خلال الأسبوع الحالي كل من وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير المواصلات شاؤول موفاز، وهما أيضا المرشحان الأوفر حظا بالفوز برئاسة حزب كديما وتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة خلفا لرئيس الحكومة ايهود أولمرت في انتخابات داخلية في كديما ستجري في أواسط شهر أيلول المقبل.
وأكدت "يديعوت أحرونوت" على أن الإدارة الأمريكية بعثت رسائل واضحة إلى إسرائيل مؤخرا ومفادها أن الولايات المتحدة لا تؤيد حاليا شن هجوم عسكري ضد إيران.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية رفيعة قولها إنه من دون حصول إسرائيل على "ضوء أخضر" ومساعدة أمريكية ستواجه صعوبة كبيرة في مهاجمة إيران.
وكانت هيئة أركان الجيوش الأمريكية المشتركة قدمت تقارير للرئيس الأمريكي جورج بوش ولوزير الحرب روبرت غيتس مفادها أنّ هجومًا عسكريا ضد إيران لا يضمن وقف البرنامج النووي الإيراني، الذي تقول إسرائيل إنه برنامج عسكري فيما تشدد إيران على أنه لأغراض سلمية.
وقالت يديعوت أحرونوت نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية إن هذه التقديرات الأمريكية إضافة إلى تقرير المخابرات الأمريكية الأخير الذي قال إن إيران أوقفت مساعيها لإنتاج سلاح نووي منذ العام 2003 هي التي تمنع الولايات المتحدة من منح "ضوء أخضر" لإسرائيل لتنفيذ هجوم عسكري.
وأوضحت المصادر الأمنية الإسرائيلية أن هجوما عسكريا إسرائيليا ضد إيران من دون التنسيق مع الولايات المتحدة يكاد يكون مستحيلا، خصوصا لأن إسرائيل ستحتاج إلى الحصول على معلومات استخباراتية بشأن أهداف الهجوم خلال تنفيذه كما ستحتاج إلى مسارات جوية الأمر الذي يحتم تعاونا من جانب الأمريكيين.
وكانت تقارير صحافية إسرائيلية أشارت إلى أن التغيير الحاصل في سياسة إدارة بوش في نهاية ولايتها يعود أيضا إلى أن هذه الفترة ينبغي أن تتميز بتحقيق إنجاز دبلوماسي مع إيران وليس بتورط عسكري.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي للصحيفة إن الأمريكيين انتقلوا إلى المسار السياسي والدبلوماسي مع إيران من دون تنسيق حقيقي مع إسرائيل.
وأفادت صحيفة هآرتس في عددها الصادر أمس الاثنين بأن باراك سيبحث خلال زيارته في شراء أو استئجار عدد من مدافع "بالانكس" القادرة على اعتراض قذائف هاون وصواريخ قصيرة المدى لنصبها في جنوب إسرائيل واعتراض الصواريخ والقذائف الفلسطينية التي تم إطلاقها من قطاع غزة قبل التهدئة هناك.
وسيبحث باراك الحصول على هذه المدافع رغم معارضة خبراء في جهاز الأمن الإسرائيلي ذلك كون هذه المدافع الأمريكية ليست مفيدة بالقدر الكافي ويرون أن على إسرائيل التركيز على استكمال تطوير المنظومة الدفاعية "قبة حديدية" لاعتراض الصواريخ والقذائف والتي سيكون بالإمكان استخدامها بحلول العام 2011.
وعلى صعيد العملية السياسية في المنطقة، قالت هآرتس إن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطا على إسرائيل والسلطة الفلسطينية للتوصل إلى "وثيقة تفاهمات" حول مفاوضات الحل الدائم بين الجانبين قبل افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول المقبل.
ونقلت "هآرتس" عن مصادر سياسية إسرائيلية وفلسطينية قولها إن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مهتمة بأن تعرض "وثيقة التفاهمات" خلال افتتاح الدورة المقبلة للأمم المتحدة لتشير بذلك إلى حدوث تقدم في المفاوضات حول قضايا الحل الدائم.
وتطالب الإدارة الأمريكية إسرائيل والفلسطينيين بالتوصل إلى تفاهمات حول قضية الحدود التي يعتبر دبلوماسيون أمريكيون أن الخلافات بين الإسرائيليين والفلسطينيين حولها ليست كبيرة.
لكنه من الصعب التوصل إلى اتفاق بشأن رسم الحدود بين الجانبين من دون الاتفاق بشأن قضية القدس مثلا أو قضية المستوطنات التي يتعين على إسرائيل إخلائها.
ونقلت "هآرتس" عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن الخلاف الأساسي في هذه القضية هو حول حجم المساحة التي ستضمها إسرائيل من الضفة الغربية وحجم الأراضي الإسرائيلية التي ستحصل عليها السلطة الفلسطينية مقابل ذلك.

الثلاثاء 29/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع