(الحلقة الرابعة)
المدينة لنا جميعا.. نموذج خاص بالعمل الميداني



تقرير خاص بـ"الاتحاد"- في الحلقات السابقة تناولنا حركة المدينة لنا جميعا من ومميزاتها من خلال استعراض النماذج الخاصة التي تقدمها الحركة بإشراك الجمهور والعمل الجماعي، ببنية "المنتديات" التنظيمية وعمل الكتلة البلدية، وفي هذه الحلقة سنتناول نموذجا مميزا آخر، ألا وهو نموذج العمل الميداني وبين الناس. فكيف بالإمكان تنظيم نشاطات ميدانية والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المواطنين في مدينة كبرى كتل أبيب؟
في المدينة لنا جميعا، لم يكتفوا باستغلال شبكة الانترنت بالشكل الأكثر نجاعة، لم يكتفوا بالموقع الرسمي للحركة واستعلال عشرات المنتديات والمدوّنات الالكترونية، إنما قرروا الخروج إلى الشارع وطرح البديل اليساري والاجتماعي لسياسة البلدية، سياسة تقديم المدينة على طبق من ذهب لكبار المقاولين والرأسماليين وطبعا على حساب المواطنين وحقهم بالعيش الكريم وفي ظروف معقولة!

 

*جولات تظاهرية ولوحة اعلانات متنقلة!*

بهدف الإطلاع على وسائل العمل الجماهيري كان لنا هذا الحوار مع شارون لوزون مركز العمل الميداني في الحركة، والذي حدثنا قائلا: "في هذه المرحلة نحن وحدنا الموجودون في الميدان، بقية القوائم لم تباشر حملاتها الانتخابية، وهدفنا الوصول إلى أكبر عدد من الناس بشكل مباشر، لذا فإننا نقوم بشكل أسبوعي تقريبا بالخروج بسشكل تظاهري وبزيّ الحركة، إلى حملات لتوزيع منشورات الحركة والالتقاء بالناس في الأماكن العامة المختلفة، وفي أحيان كثيرة وهذا أحب الأمور إليّ نصل إلى مناسبات تنظمها جعات أخرى ونقول ما عندنا، مثلا، إذا أقامت البلدية جلس مفتوحة للجمهور حول الخارطة الهيكلية فإننا سنصل بزينا ومنشوراتنا وبشكل تظاهري فعال سنطرح رأينا بهذا الموضوع وبكل موضوع آخر يتعلق بسياسة البلدية في القضايا المحلية".
ويضيف لوزون "إننا لأجل هذا الغرض ولنكون أكثر نجاعة نختار المناسبات والأماكن التي يتواجد فيها عدد كبير من سكان المدينة وتطرح فيها قضايا جدية، وحتى إن لم يصغ المواطنون لكل ما نقوله فإننا نكتفي في هذه المرحلة بإبراز الحركة ورموزها لتغرس في الذاكرة."
وبالإضافة إلى "استلباس نشاطات الآخرين"، تنطم الحركة "جولات إرشادية تظاهرية" وقد نجحت بتنظيم جولتين من هذا النوع في مركز تل أبيب، شارك فيهما العشرات من أعضاء الحركة والمعنيين، وتجولوا في مناطق محددة طيلة ساعتين، وتوقفوا في محطات مختلفة تنوي البلدية فيها إقامة مشاريع ربحية وتجارية على حساب المواطنين ويقوم احد أبناء الحي أو المختصين بالشرح عن هذا المشروع على مسمع من عشرات المشاة، وأما الجولة الثالثة فستنظم مساء الأربعاء القادم في يافا.

 

*هدفنا: مكافحة اللامبالاة*

 

 

لوزون يقول ان الهدف "ليس دفع من صوتوا في الانتخابات المنصرمة لرئيس البلدية رون حولدائي إلى تغيير موقفهم، فحولدائي أصبح رئيسا للبلدية بدعم من 17% فقط من أصحاب حق الاقتراع في تل أبيب يافا، إنما الهدف مكافحة اللامبلاة وإقناع المواطنين بضرورة التصويت والتأثير، ونحن على ثقة أن هذه العملية ستأتي لصالحنا."
ومن أجل هذا الغرض تولي الحركة أهمية خاصة لحملة تشجيع تسجيل الماكثين في تل أبيب في سجل السكان، ويقول لوزون "في تل أبيب أكثر من أي مكان آخر هنالك أعداد هائلة من العمال والشباب الذين ينتقلون للعيش فيها لكنهم لا يشجلون أنفسهم سكانا ولا يشعرون بالحاجة إلى هذا طالما لم يتزوجوا ولا يملكون سيارة يريدون الحصول على تخفيضات بأماكن الوقوف، لكنهم ورغم أنهم ليسوا مسجلين يعانون من كل ما يعانيه المواطن في تل أبيب، مثل ارتفاع أجور الشقق، ولأن هنالك شريعة واسعة من الشباب من جيل 20-25 عاما غير مسجلين فإن هذا الضع مريح للبلدية التي تستطيع توجيه الضربات إليهم دون أن يعترضوا. هذه الحالة أنتجت حالة من اللامبالاة واليأس من امكانية التغيير لكن حركتنا، كحركة نبتت من الأسفل قادرة وإن ببطء على اقناع المزيد من السكان بقدرتهم على التغيير.

 

*الاعتماد على متطوعين*

 

من أصغى في نهاية الأسبوع المنصرم إلى اللقاء الإذاعي الخاص والمطول مع حولدائي، في راديو تل ابيب، تمكن من الإدراك إلى أي حد تقض حركة المدينة لنا جميعا مضاجعه، فهو خصص حصة لا بأس بها، من وقت البرنامج، نصف البرنامج تقريبا، لمهاجمة هذه الحركة التي ما زالت وحيدة في طرح نفسها بديلا للنهج الرأسمالي الجشع للبلدية.
وفي هذه الحركة يتحدثون هم أيضا عن منافسة جدية لكنهم حذرون من الانجرار إلى ملاعب حولدائي وفخورون أساسا بلاعبيهم، إذ يقول لوزون "حولدائي سيتمكن من شراء مساحات اعلانية هائلة وهو ليس بحاجة إلى النشطاء الميدانيين فسيستأجر خدمات شركات مقاولة لتوزيع منشوراته أما نحن فنعتمد على المتطوعين وإعلاميا نحن بصدد اطلاق حملة "يافطات البلكونات" إذ سنقوم بحملة واسعة لرفع يافطات الحركة على بلكونات كل المنازل المعنية ونتوقع أن يكون هنالك تجاوب غير بسيط."
عن هذه الفوارق بين الحركة وحولدائي، يقول لوزون "ليس بوسعنا من ناحية الموارد أن ننافس حولدائي لكننا لسنا معنيين أيضا في كل ما يتعلق باستئجار القوى البشرية، وذلك من منطلق مبدئي، كما أننا متأكدون بأن من يوزع المنشور من قناعة أكثر فعالية وقدرة على الإقناع".

 

*من أجل مجتمع متكاتف!*

كما ذكرنا في حلقات سابقة فإن هذه الحركة تضم نشطاء من أتوا من مواقع وخلفيات مختلفة ومن أجل بلورة مواقف مشتركة ومتينة تجمعهم معا أقامت هذه الحركة أياما دراسية لإطلاع كل ناشط على القضايا الأخرى التي لا تمس به بشكل مباشر، هكذا تعرف من أتى إلى الحركة احتجاجا على إجار الشقة، على مشاكل التعليم في يافا وجنوب تل ابيب، ومن اجل هذا السبب نرى بأن نشطاء الحركة يحاولون المشاركة في كل مناسبة قد تغنيهم وتوسع آفاقهم لهذا السبب رأينا من بينهم من أتوا إلى يافا للمشاركة في مظاهرة يوم الأرض وإلى مظاهرة الأول من أيار في تل أبيب.
ومؤخرا، تقيم الحركة بشكل أسبوعي زيارة تظاهرية إلى حي "كريات سيفر" احتجاجا على مخطط البلدية بالبناء في الحديقة الوحيدة في المنطقة والتي عانت في السنوات الأخيرة من إهمال شديد. أعضاء الحركة يذهبون هناك أسبوعيا، يلتقون بسكان الحي وأطفالهم ويقومون بأعمال تطوعية: يغرسون الأشتال، يرممون ويؤسمون على الحيطان حفاظا على الحديقة من جشع رأسالمال ومن أجل إعادة المدينة إلى أهلها!!.

 

*"منتدى المواصلات" يطرح برنامجه*

في الحلقات السابقة تناولنا الخطط التي قدمها منتديا "السكن" و"الرفاه والعمل" في الحركة لتطوير الحياة في المدينة في هذين المجالين والآن نشير إلى أن منتدى المواصلات نشر خلال الأسبوع الأخير برنامجه لإيجاد حل للتلوثات البيئية والاختناقات المرورية في المدينة ويضع هذا البرنامج تصورا لتعزيز المواصلات العامة في المدينة، وبالامكان الاطلاع عليه كاملا وعلى كل ما يتعلق بالحركة في موقعها الالكتروني: www.city4all.org.il.

 

الصور: نشطاء الحركة مع أطفال أحد الأحياء في فعالية احتجاجية على البناء في حديقة عامة، وفي إحدى الجولات التظاهرية

 

(يتبع)

السبت 2/8/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع