الدول الكبرى ترفض الرسالة الإيرانية وتبحث العقوبات



* طهـران تريـد توضيحـات متبـادلة... تمهـد للتـفاوض *

عرضت إيران، أمس، على الدول الكبرى تقديم توضيحات متبادلة تمهّد لمفاوضات »سريعة وشفافة« حول برنامجها النووي، وذلك في رسالة بعثت بها إلى المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، بعد يومين من انتهاء المهلة التي حددت لها للرد على رزمة الحوافز الدولية، فيما ينتظر أن يتباحث مسؤولون من مجموعة الـ»٥+١«، اليوم، في الخطوات اللاحقة، في وقت لوّحت واشنطن بفرض عقوبات جديدة.
وبحسب ما نشر من الرسالة، فإنّ الرد الإيراني لم يتضمن إجابة واضحة عن عرض الحوافز، لكنه أكد استعداد طهران لتقديم »إجابة واضحة« في أسرع ما يمكن. وجاء في المقتطفات أنّ »إيران مستعدة لتقديم رد واضح على مقترحاتكم بأسرع ما يمكن، وفي الوقت ذاته تتوقع تلقي رد واضح على أسئلتنا وإزالة اللبس أيضا«، مضيفة أنّ »مثل هذا التوضيح المتبادل يمكن ان يمهد الطريق لعملية مفاوضات سريعة وشفافة ذات أفق مشرق«.
وكانت مصادر في مكتب سولانا أكدت تلقيه الرسالة عبر السفير الإيراني لدى بروكسل علي اصغر خاجي، مشيرة إلى أنه »ستتم دراستها ومناقشة مضمونها مع ممثلي الدول الست الكبرى«، من دون أن ترشح أي معلومات عن فحواها.
وأوضح مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أنّ الرسالة لا تتضمن رداً على رزمة الحوافز الدولية، بل محضر الاتصال الذي جرى، أمس الأول، بين سولانا والمفاوض الإيراني سعيد جليلي، فيما أكد مسؤول ايراني لوكالة »رويترز« أنّ »الرسالة لم تورد ذكراً لمسألة التجميد مقابل التجميد«.
وأشار المسؤول الإيراني إلى أنّ جليلي »أعرب خلال المكالمة عن استعداده لبدء محادثات رسمية«، مضيفا أنه يتوقع مزيدا من الاتصالات بين الجانبين خلال الأيام القليلة المقبلة.
من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية غونزالو غاليغوس ان مسؤولين من القوى الكبرى المعنية بالملف الإيراني، أي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا، سيجرون اتصالا عبر دائرة هاتفية مغلقة، اليوم، لبحث إمكانية فرض مزيد من الإجراءات العقابية ضد طهران. وأوضح غاليغوس أنه »إذا لم نتلق رسالة واضحة منهم (إيران) لن يكون أمامنا خيار غير اتخاذ تدابير إضافية«.
وردا على سؤال حول طبيعة هذه »الإجراءات«، ذكّر غاليغوس بأن مجلس الأمن الدولي سبق ان اصدر ثلاثة قرارات تتضمن عقوبات محدودة ضد إيران، لافتا إلى ان الدول الكبرى تنوي مواصلة هذا النهج.



ورأى مسؤولون أميركيون أنّ الرد الإيراني يعزز احتمالات فرض عقوبات جديدة على إيران، معتبرين أنّ الرسالة الإيرانية لم تتضمن »رداً حازماً« على العرض الذي قدمته الأسرة الدولية، بل جاءت تكراراً لموقف طهران حول حقها في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية.
من جهة ثانية، حذر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف مويل من أنّ أي محاولة إيرانية لإغلاق مضيق هرمز ستكون »نوعا من إلحاق الهزيمة بالذات.. ولا أعتقد أن ذلك في مصلحة إيران«.
(أ ف ب، رويترز، أب، يو بي آي، د ب أ، أ ش أ)

الأربعاء 6/8/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع