كفى غوانتانامو.. كفى أمريكا!



في الأمس هبت رياح عصر الظلمات من بلاد العم سام.. في الأمس قال مسؤول من البنتاغون الأمريكي: إن من بين معتقلي غوانتانامو من لن يطلق سراحهم حتى لو ثبتت براءتهم في المحاكم التي يمثلون أمامها الآن!

تصريح رسمي صادر عن "الدمقراطية الأكبر":

بعض معتقلي غوانتانامو لن يطلق سراحهم حتى في حال تبرئتهم

واشنطن- وكالات- اعلن متحدث باسم البنتاغون (وزارة الحرب الأمريكية)، يوم أمس الأربعاء انه قد "لا يتم ابدا اطلاق سراح" بعض المعتقلين في قاعدة غوانتانامو في كوبا واولئك الذين احيلوا على المحاكمة حتى لو تمت تبرئتهم بسبب "الخطر" الذي يشكلونه!!
وادلى جيف موريل المسؤول الاعلامي في البنتاغون بهذه التصريحات في وقت صدر قرار الحكم بحق سالم حمدان سائق اسامة بن لادن السابق، بعيد ظهر أمس الأربعاء، الذي أدان حمدان بـ"الإرهاب".
وقال المتحدث انه ان كان سيسمح لحمدان باستئناف الحكم امام محكمة فدرالية اي بالتالي محكمة مدنية فاننا سنعتبره في المدى القريب على اقل تقدير بمثابة "مقاتل عدو" وسيبقى يشكل خطرا على الولايات المتحدة.
وتابع انه "سيبقى على الارجح معتقلا فيما بعد لفترة من الوقت".
وذكر المسؤول بانه ان كان من المقرر مثول ما لا يقل عن عشرين متهما امام المحاكم الاستثنائية ذاتها التي تنظر في قضية حمدان الا ان معظم المعتقلين البالغ عددهم حاليا حوالى 265 لن يحاكموا ولن يطلق سراحهم.
واكد ان جهودا تبذل لنقل بعض المعتقلين الى بلدانهم من اجل ان يتم اعتقالهم فيها او اطلاق سراحهم.
وتابع: "لكنني اعتقد ان ثمة عددا كبيرا من المعتقلين في غوانتانامو الذين لن يطلق سراحهم ابدا بسبب الخطر الذي يشكلونه على العالم" على حد تعبيره، متناسيًا الخطر الذي تشكّله دولته على العالم برمّته.


هذا التصريح الخطر عميق الدلالات ويؤكد أن الدولة التي توصف بأنّها "دولة الحريات غير المحدودة"، و"دولة حقوق الانسان"، و"شرطي العالم" و"المحافظ على أمن العالم".. قررت إلى أين وجهتها، إلى أين ستنحدر وتأخذ العالم معها..
إنها تعيدنا إلى عصر مظلم.. إلى ما قبل تأسيس الجهاز القضائي المتعارف عليه في العالم الذي يحترم حقوق الإنسان.. هذه الردة، لن تتوقف بالطبع عند حقوق المعتقلين فالمشكلة لا تنتهي هنا، إنها بالكاد تبدأ.
المشكلة تكمن بأن هنالك من هو قادر من يملك الحق والسطوة الكافية ليصنف الناس إلى محاور الشر والخير، وإلى الاتهام والمحاكمة والادانة والمعاقبة دون أيّة مساءلة ودون الاعتماد على الأدلة والبينات كما هو متعارف عليه في عالم القضاء.. إنما الاعتماد ببساطة على الحاسة السادسة للعم سام، أو على الأقل لأجهزة أمنه العفنة..
وللحاسة السادسة وقود هو السحر والشعوذة وما جاء إلى ذلك من غيبيات مظلمة، لا تختلف عن الغيبيات التي تقود أكثر الأصوليين الذين "تحاربهم" أمريكا، بشاعة..
إلى هذا العالم تقودنا أمريكا، بانعطافة حادة إلى الوراء.. كل هذا دون أن تشعر بالحرج من فرض العقوبات على الأنظمة "المظلمة الديكتاتورية في العالم" على المس بحقوق المواطنين، وحقوق الإنسان..
هذا العهر والنفاق، إن ذكر بشيء فبالمثل الشعبي عن "ميتة الفقير وتعريصة الغني" فإلى متى؟!

الخميس 7/8/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع