"يا سائقي الجرافات... إتحدوا..."



"إن شعبا يحتل شعبا آخر, لا يمكن ان يكون نفسه حرا."..(إنجلس)

 

يتميز المجتمع الإسرائيلي بانعدام الأمان والأمن...وهذا نتيجه طبيعية للاحتلال المستمر اكثر من 40 عاما..وهذا ما تقدمه حكومات اسرائيل الرافضه للسلام العادل مع الشعب الفلسطيني لشعبها..

 

المواطن الإسرائيلي يعيش حاله رعب متواصل, لانه يعي أن هناك شعبا مضطهد يكافح من اجل حريته بوسائل عديده منها العمل المسلح والعنف ضد المحتل.

 

الإحتلال هو نبع المصائب كلها للمجتمعين الفلسطيني والاسرائيلي..

 

إبتداء بالميزانيات والغلاء وعسكره الاقتصاد وانتشار العنف...وانتهاءا  بتجذر ثقافه وسلوكيات العنف والقوه والعجرفه..وبحاله الرعب المستمره لدى المواطنين المدنيين  من عمليات مسلحه قد تقع في كل لحظه وفي كل مكان....

 

ان آخر عملييتين إستعملت بهما الجرافات من قبل فلسطينيين في القدس,جعلت الوضع يتفاقم لدرجه أن كل مركبه ضخمه اصبحت "مشبوهه" وان كان سائق عربي "لجرافه" او" جرار" هو مهدد..وإن كان السائق يهوديا شرقيا  اي "بملامح عربيه"  فالامر كذلك.. فالسائق معرض  لاطلاق النار  مباشره في راسه او صدره بهدف قتله ,وبمجرد "الشك" من قبل شرطي او جندي او مواطن مسلح...وما اكثرهم في شوارع البلاد...

 

يقول سائقو الجرافات الفلسطينيون واليهود على السواء إنهم يعيشون في رعب خوفا من حدوث خلط بينهم وبين المهاجمين

 

سائقوا الجرافات هم الان مهددون جميعا..وهم في دائره الشك انهم "ارهابيون"..

 

سائقوا الجرافات يعيشون في رعب...عليهم النظر جيدا لكل الجهات..

 

عليهم تخفيف قدمهم عن دفه البنزين,,عليهم السياقه بسرعه بطيئه تؤول للصفر,خوفا من الشك انهم "يقومون بعمليه عسكريه"..

 

الرعب المنتشر في الشارع من الجرافات يقابله رعب لدى السائقين المساكين المسالمين...لجانب الرعب فانهم سيتاخرون بالوصول لاعمالهم..وقد لا يصلون..

 

يوجد حل واحد لازاله الرعب الرهيب في الشوارع...وهذا الحل يعرفه  أبناء الشعب الإسرائيلي..وتعرفه القياده الأسرائيليه..لكنهم يضعون رؤؤسهم في الرمل. كالنعامات...ويتجاهلونه..

 

الحل هوة بالإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المحتل..وبالانسحاب من الاراضي المحتله واعلان السلام العادل معه وبالأعتراف بحقوقه المشروعه بدولته المستقله.وحقه بالحريه.

 

..لا حل سحري آخر لأمن وأمان الشعب في اسرائيل وفي فلسطين..الا بانهاء الأحتلال..

 

ولا من وصفه سحريه تلغي الرعب والعنف السائدين في قلوب الإسرائيليين, في الشوارع والمدارس والمصانع والمقاهي..ولا في قلوب الأمهات على أبنائهن المجندين..الا  بانهاء الأحتلال البغيض وبناء سياسه سلام مع الشعب الفلسطيني..

 

الي حين ان تنجز الحكومات الاسرائيله هذا الحل...فالنتيجه هي  تراكم لهذا الرعب..وتراكم للخوف..وتراكم في الشك بكل شيء على انه "مهدد" "وارهابي" وليست الجرافات فحسب...وحتما ستتراكم الكراهيه ومعها العنف ومفاهيم القوه ..وسيصبح الضغط على زناد المسدس سريعا..بمجرد الشك...دون قانون .دون محاكم..دون عداله..

 

الى حين ان يتم هدا كله..لا يبقى لسائقي الجرافات الا الصبر..والحذر...وأن يتحدوا في "ما قد يصيبهم"" اثناء اداء عملهم....لكي يثبتوا لمن في الشارع انهم ليسوا ارهابيين بل سائقين..

 

إن الشعب الأسرائيلي لن يتحرر من  مصائب الأحتلال وأمراضه  وآفاته..الا اذا تحرر الشعب الفلسطيني من الأحتلال...كم هي حكيمه مقوله انجلس : "إن شعبا يحتل شعبا آخر لا يمكن ان يكون نفسه حرا."..فهل سيفهمها حكام اسرائيل وجنرالاتها بعد اكثر من 60 عاما على فقدان الامن والامان والسلام في ارض السلام...سنرى

 

(ام الفحم)

بقلم :د زياد محاميد
الجمعة 8/8/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع