أليك يا سيدي المحمود الدرويش



تمزقت المسافات من تذاكر رحيلك ....
سلام عليك يا آخر المرسلين لنا قضية ..وطنا ..وجودا ووجدانا..
كم من الورد  نحتاج زرع  أرضك التى فقدت إستحقاقها الحياة دونك سيدي  المحمود الدرويش
أبحثك في طيات الدوواين لنستمر الحياة بروحك سيدي ..
أبحث الكم الكافي من الحزن في العالم ..أجمعه لأبكيك كفايتي ..أنا جزينة جدا ,تختلط دموعي وحروفي ..فقدت يقيني الآني فور وصول خبرك عزلك الجسدي عنا ..أيها الروح الأزلية التي تأبى فراشا مزمن السبات ..
يا إلاهي ..
هل للموت ترجمات أخرى تنسينا وقعه..
هل من نعي أكبر يعطينا مصداقية الفقدان ..من نحن دونك ..كيف نأمل فلسطين ونقرئها ونعيشها دون جديدك ..
لماذا تركت الحصان وحيدا؟ لماذا تركت الفراشة بأثرها تترنح في جروحنا وتزيد وجعنا
أتعبني هذا الكم من الحزن بصمته وبوقته الضيق ..
أشكرك أيها المحمود لما تركته لنا من قصباات هوائية تمنحنا نفس آخر لموتنا اليومي ..
أشكرك لما تركته لنا من أرض تخصب من خطاك ..
أنا في لفافة قريتنا جديدة ..أجاور أهلك وعشاق ليلك ومراقبين زياراتك الخاطفة ..لكنني ونحن في القرية في غيبوبة خبر عزلنا الحياة عنك ..
نجهل سبل التعبير عن حزن  يليق بمجدك يا آخر المرسلين ..
لماذا انتم أيها الدرويش محمودا وأخوته زكي وأحمد مصابون في القلب ..لماذا وأنتم تعرفون انكم القلب لنا ..وكيف تخفق الحياة بنبضها  دونك يا سيدي ؟
هل أعرتنا موتك السريري بأسلاك وهمية للحياة ..
لا نريد ان نكون هياكل تتحرك دون روحك ..
إمنحنا أيها الأله مزيد من شعرك لنقوى ..ونشعر بيقين الزمن المتقدم الى الوراء ..
إمنحنا يا نبينا قصيدة لا تنتهي بأواخر دواوينك الشعرية ..
تربيت بمقولي أن الأنبياء لا يموتون ..لماذا مت ؟ولماذا تفارق حياتنا ونحن نستحقها معك وهي تستحق الحياة من أجلك .
أتعبني الحزن الصامت سيدي ولا أعرف سبل التعبير اللائق لمجدك .
القرية صامتة ..ومنشغلة بجهلها  عن حجم الخسارة ..
كنا سنفرح لسماع خبر مجيئك المباغت السري مرة أخرى في زيارة أهلك .. منحت من أنفاسك نفسا جديدا لشقيقك أستاذي أحمد درويش أطال الرب بعمره وذهبت أنت وحدك ..ووحدنا لنلاقي حتفنا ..
من ألأمس وأنا في غمام السؤال ؟
هل من خبر معاكس ينفي الحقيقة ؟
سيدي من أمن بك وإن مات سيحيا ..

باحترام :ابتسام أنطون –جديدة –بلدة الشاعر النبي  محمود درويش شمال فلسطين     

ابتسام أنطون
الأحد 10/8/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع