محمود درويش- سلاما



حورية أعدت قهوتها
والخبز في التنور
وحبل الغسيل يلوح
على سطح دار
ملء الكون تكبر...
تقدمتُ بالاعتذار
من البروة،
صارت التلات
 الآن أكبر....
كل قلوب الناس
كل لغات الناس
كل فئات الناس
جنسيتك، تدمع باكية
مضجعك..
كل بلا ملل بلا عدد
بلا كلل  مذهول
لوقع الصاعقه...
وأنت يا محمود هناك
تحلق  بيرقا خفاقا
تجتاح كالإعصار
كل بقعة
في السهل في التلال
في المدينة والمخيم
تجتاح بأبنائك الثلاثين
وأكثر كل بيت
كل صحيفة ومرسم...
سلام .. لك ممن عرفوك
وما عرفتهم
سلام لك ممن اعتنقوا
مذهب الشعر
  وانتظروا قولك الفصل
وانتصروا
بحلو الكلام مذهبك...
سلام.. لك وكل الكلام الحلو
مذهبك..
ترسم البحر  بالحبر
حربا على العدو..الوعد
وتعدو على طول الطريق
محذرا..
مــــــــا  أكبر   الفكرة
ما   أكــــــــــبر الفكرة
ما أصغر ألدولـــــــــــــــــــــة
تختصر حياة الظل
في دبابة... وترحب .. أهلا وسهلا
تتوثب، خلفك  الموت  ظِلّ
والموت حاضر
لترحب قائلا:  أهلا وسهلا
 أجلسته على الجدار
واستنطقته استجوابا
 تحدّ ٍ
"يا موت  قد هزمتك"
لو متُ ياموتُ
تظلُ أنت الموتَ
أما أنا، فإرث
شرائع فلسطينية
شرائع درويشية
شرائع محفورة على
جدران السنين والتاريخ
من حقول قمح
 تسرح الريح شعر سنبلها
الى الفدائي الذي
خــــــــلـــــــــق،
من جزمة  أفـــــــقــــــــــا
آآآآآآآآآآه محمود
من أين تبدأ الخارطه
والكلمات؟؟
من صهيل الحرف
لا بالأمنيات..
نعرف الدرب نحو الخاتمه..
لكننا، سنعود للبداية
كما علمتنا
لنعاود الرحله
لأننا عندما رجعنا ذات يوم
لم نع
لأي منفى راجعون!
"عادوا وما عادوا"
إلى البلد،
"وكان عليك"  يا محمود
"أن تجد الجسد
في فكرة أخرى، وأن تجد البلد،"
فكم، "كم كنت وحدك
يا ابن الهواء الصلب، يا ابن اللفظة الأولى
على الجزر القديمة،
يا ابن سيدة البحيرات البعيدة
كم كنت وحدك، يا ابن أمي.. كم،
قلت لنا.. أفهمتنا
"نحن البداية والبداية والبداية
وأنت التوازن بين من جاؤوا ومن ذهبوا
بين من سَلبوا ومن سُلبوا
التوازن بين من صمدوا ومن هربوا
وطني حقيبة من جلد أحبابي
وأندلس القريبة
وطني على كتفي
بقايا الأرض في جسد العروبة"(1)
لملم جراحي جراحك
وامتشقني راية خفاقة
لغة تطيع كاتبها وتنفجر
لملم عظامي ودمي دواة
واكتب على موج البحار
على الغيوم والرياح كتابي
لملم سنين العمر
جسرا لعودة الغـُيـّاب
قصيدة أخيرة كتبتها
وكل قصيدة كانت هي
الموال
 هودج  يتهادىفوق الكرمل
أمام الغروب وفوهة الوقت
-" في وصف حالتنا" - (2)
"فارفعوا عني يدي"(3)
وهذا النزيف الداخلي
يحركني للكتابة لك
فأصرُخُ لروحي الباكية
اكتبْ له من المنافي للمنافي
في الوطن
اكتب له فكل المنافي
من خارج وفي الوطن
تبكيك لوعة وفراقا
كأنك أنتَ الوطنُ والمنافي
قصيدةٌ كتـَبـَتـْها فلسطين
قصيدة  اسمها:  محمود درويش- سلاما
(1) مديح الظل العالي-محمود درويش
(2) نص كتبه محمود درويش في عام 1981
(3) قصيدة بيروت-محمود درويش 1981

 


اللجون- القدس

عزالدين السعد
الخميس 14/8/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع