إسرائيل تشحذ أنيابها العدوانية



في افتتاحية "الاتحاد" التي نشرت في مطلع الاسبوع الماضي حذرنا من مغبّة الاعداد لعدوان جديد، لحرب جديدة عدوانية تعد لها حكومة كاديما – العمل وبتنسيق مع الادارة الامريكية والبنتاغون الامريكي ضد لبنان وحزب الله اللبناني انتقاما لهزيمة اسرائيل وفشلها في حرب تموز الفين وستة ضد لبنان والمقاومة اللبنانية، حرب قد تستفز وتجر سوريا وايران او كلتيهما الى أتون حرب اقليمية كارثية. وجاء توقيت تحذيرنا هذا مباشرة بعد عودة وزير "الامن" في حكومة الكوارث ايهود براك من زيارة عمل مع مسؤولي اركان الحرب والعدوان في الادارة الامريكية. فبعد وصوله من واشنطن ونيويورك وبايحاء من براك  وقادة اركان جيش سياسة العدوان الاسرائيلية اُجريت مناورة عسكرية واسعة النطاق في هضبة الجولان السورية المحتلة. وقد ربط براك اجراء هذه المناورات بتطور وتحسن القدرة العسكرية لحزب الله اللبناني ومخاطر تطوير اسلحته المقدمة له من سوريا وايران.
لقد قيّمنا دائما ان حكومات اسرائيل المتعاقبة والحالية قد حوّلت من خلال سياستها العدوانية اسرائيل الى مخلب قط والى مخفر استراتيجي امامي في اطار الاستراتيجية الامبريالية العدوانية، وخاصة الاستراتيجية الامريكية، وحولت اسرائيل عمليا الى شريك في تحالف عسكري مباشر مع الامبريالية الامريكية وغير مباشر مع الحلف الاطلسي العدواني. وفي اطار هذا التحالف وبالدعم الامبريالي بنت وطورت اسرائيل طاقة وترسانة نووية كارثية ومنظومات من الصواريخ متعددة الابعاد، برية وجوية وبحرية، تحولت اسرائيل الى وكيل قذر ورسول شر لدى الامبريالية الامريكية والحلف الاطلسي يجري بواسطته دعم الانقلابات الرجعية وتصدير الاسلحة للانظمة الرجعية، فاسرائيل على سبيل المثال المزود الرئيسي للاسلحة التي بحوزة نظام جورجيا المدجن امريكيا.
وجرى مؤخرا الكشف عن انه في الآونة الاخيرة، وقبل غروب ادارة بوش واليمين المحافظ عن كراسي الحكم في "البيت الابيض" واثناء زيارة براك وقبله قائد الاركان  اشكنازي الى امريكا، قد تم عقد صفقة كارثية توثق اكثر حبال تبعية اسرائيل الاستراتيجية العسكرية بمخططات استراتيجية العدوان الامريكي وعربدة حق القوة والعدوان كونيا ووفق شرعية قانون الغاب الامريكي الاسرائيلي. لقد جرى الاتفاق الامريكي – الاسرائيلي على توقيع اتفاقيتين، اتفاقية يتم تجسيدها خلال العام القادم ومدلولها ربط اسرائيل بشبكة الانذار المبكر المرتبطة بالاقمار الصناعية الامريكية والمعروفة بنظام"اكس باند" للانذار المبكر. اقامة قواعد من الرادارات للانذار المبكر في النقب، نظام شبيه بنظام الرادارات الاستراتيجية التي ستقيمها امريكا على اراضي دولة التشيك وتعارض روسيا اقامتها. والاتفاقية الثانية نشر منظومة من الدروع الاستراتيجية في اسرائيل خلال خمس سنوات، نظام شبيه بالدروع الاستراتيجية التي ستقيمها امريكا في بولونيا وتلقى المعارض الشديدة من قبل روسيا ايضا. واقامة هذه الانظمة الاستراتيجية العسكرية المتطورة لا تستهدف الدفاع عن امن اسرائيل من خطر تهديد فلسطيني تحتل اسرائيل اراضي وطنه وتصادر وتغتصب حقوقه الوطنية، ولا يهدد امن اسرائيل الخطر من أي بلد عربي، خاصة وغالبية الانظمة العربية اصبحت صديقة حميمة لاسرائيل العدوان ومدجنة امريكيا. ولهذا فان الهدف من وراء اقامة هذه الانظمة الصاروخية عدواني ويندرج في اطار حرص اسرائيل الرسمية المحافظة على مكانة ودور اسرائيل كمخفر اساسي للعدوانية الامبريالية ولمواجهة كل الانظمة وحركات المقاومة المناهضة لمخططات الهيمنة الاستعمارية الامبريالية – الاسرائيلية في المنطقة.
اقامة هذه الانظمة الاستراتيجية العسكرية يزيد من مخاوف واحتمالات شن حروب عدوانية خاطفة، حروب "استباقية" و "وقائية" ضد ايران وسوريا ولبنان المقاومة وحزب الله، كما لا نستبعد المشاركة في حروب عدوانية خارج حدود المنطقة. فشحذ انياب العدوان الاسرائيلي يتطلب الارتفاع الى مستوى متطلبات المواجهة.

الثلاثاء 19/8/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع